الجمعة، 10 أبريل 2015

دور المدارس الإسلامية بشمال نيجيريا في حما ية الشباب من الانحراف الفكري


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان على سائر مخلوقاته، وكرمه بالعقل ليتفكر، وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا، فقال عز من قائل: ولقد كرمنا بني آدم..... (الإسراء: 70)، ومن هذا التكرم أن وهب الله عز وجل الإنسان العقل ليكون له عونا يهتدي به إلى الحق، ويحقق به سعادة الدارين.
انطلاقًا من الدور المحوري الذي يضطلع به التعليم في أي نظام تربوي، إيمانًا بمركزية التأثير الذي تحدثه المدارس الإسلامية في بناء الأمة الإسلامية، وترسيخ القيم، وغرس الفكر السليم في المجتمع، كما هو الحال في معظم المجتمعات الاسلامية، لما لهذه المدارس من دور فعال، وأثر طيب في حياة الأمة الإسلامية.  
     أعتقد أن من أهمّ ما يساعد الباحث على تناول الموضوع بعد توفيق الله عز وجل في نظره كان من ضمن الطلاب الذين أكملوا المراحل الدراسية الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وكان ملاحظاً فيها مدى قدرة المدارس الإسلامية في أداء واجبها التربوي، بل قد مَرَرْتُ  خلال حياتي التّعليمية ببعضها.
مشكلة البحث وأسئلته:
تتمثل مشكلة البحث من حيث انطلق منه الموضوع، للدلالة على أهمية الشباب ومراحلهم العمرية، وأنها من أصعب المراحل وأخطرها، وأسرع مرحلة في التأثر بالمستجدات والمتغيرات الاجتماعية المختلفة، والمجتمع الاسلامي في هذه الأيام بدأ يعاني من ظاهرة الانحراف الفكري التي أخذت تؤثر على الأفراد والجماعات وخاصة الشباب-فقد ذكر المغامسي "أن الشباب يستجيب لما يتأثر به فإذا ترسخت لديه فكرة أو تشبّع برأي فإنه يعمل على تحقيقه بسرعة كبيرة وبدرجة عالية، قد تصل إلى مغامرة" ([1]).
وعليه رأى الباحث أن يعالج مشكلة الانحراف الفكري التي تعتبر من أهم وأخطر مشكلات شباب المسلم، مستخدما المدارس الإسلامية كوسيلة من خلال بعض ما تقدمه من الأنشطة والبرامج. من هنا فإن مشكلة البحث تتمثل في السؤال الرئيس الآتي:
ما دور المدارس الإسلامية في حماية الشباب من الانحراف الفكري؟
ويتفرع من السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
-ما الأدوار التي تقوم بها المدارس الإسلامية من خلال ما يلي:
1-دور الإدارة في حماية الشباب. 2-دور المعلم في حماية الشباب.
3-دور المناهج في حماية الشباب. 4-دور الأنشطة في حماية الشباب.
أهداف البحث:
يهدف البحث إلى:
1.   الوقوف على الأدوار التي تقوم بها المدارس الإسلامية في حماية الشباب من الانحراف الفكري في كل من: الإدارة- المعلم- المناهج- الأنشطة.
أهمية البحث:
ترجع أهمية البحث إلى أنه يتناول دور المدارس الإسلامية في حماية الشباب من الانحراف الفكري، وهو مشروع ديني وثقافي كبير، لـه أثـر ملموس عند جماهير المسلمين عموما، ويعول عليه دور تربوي كبير، بسبب ما يتمتع به ذلك المشروع من تأييد رسمي وشعبي في كثير من المجتمعات الاسلامية.
مصطلحات البحث:
  ويعرف الباحث دور المدارس الإسلامية إجرائياً بأنه: مجموع الإسهامات التربوية، القائمة  من المدارس الإسلامية تقدمها بهدف مساعدة المجتمع في تحقيق أهداف تربوية لدى الشباب.
المدارس الاسلامية: وهي عبارة عن مدارس نظامية إسلامية حديثة، وتهتم بالعلوم الشرعية والعربية، إضافة إلى بعض العلوم الحديثة، كالإنجليزية والرياضيات والجغرافيا وغيرها.
الانحراف الفكري: الانحراف في اللغة هو: " الميل والعدول"([2])من "حَرَف عنهُ حَرفاً: مالَ وعدل، وحرف الشيء عن وجهه حرفا: صرفه وغيره.
 ويقصد الباحث بالانحراف إجرائيا بما يتفق مع التعريف العلمي بأنه أفكار أو اتجاهات ذهنية تخالف المعايير التي قررها المجتمع، وارتضاها منهجا له مما يهدد حياة هذا المجتمع ويربكها.
الدراسات السابقة:
ومن خلال اطلاع الباحث على الدراسات السابقة تبين له أن موضوع حماية الشباب من الانحراف الفكري هناك  دراسات تناولت هذا الموضوع بشكل عام، والتي يمكن للباحث الاستفادة منها في إجراء هذا البحث ومنها ما يلي:
  1- دراسة المالكي 1427ه، وعنوانها (نحو بناء استراتيجية وطنية لتحقيق الأمن الفكري في مواجهة الإرهاب. دراسة وصفية لدور مؤسسات التنشئة الاجتماعية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية). هدفت الدراسة: على معرفة الأسباب والعوامل المؤدية إلى الإرهاب. ([3])
2-دراسة الدوسري 1433ه، وعنوانها: (الأساليب الوقائية من الانحراف الفكري لدى الطلاب).([4])
وهدفت الدراسة إلى: الوقوف على أسباب الانحراف الفكري لدى طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية. التعرف على الأساليب الوقائية من الانحراف الفكري ودرجة ممارستها وأهميتها لدى المديرين والمرشدين في المرحلتين المتوسطة والثانوية. استخدم الباحث المنهج الوصفي المسحي.
منهج البحث:
     يعد المنهج الوصفي من أكثر مناهج البحث العلمي استخداما في البحوث التربوية، ويقوم هذا المنهج على وصف الظاهرة التي يريد  الباحث دراستها وجمع أوصاف ومعلومات دقيقة عنها، كما أن المنهج الوصفي "يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبر عنها تعبيرا كيفيا أو تعبيرا كميا "([5])
  
          ويتكون هذا البحث في أربعة مطالب:
المطلب الأول: دور المدارس الإسلامية من خلال الإدارة
 المطلب الثاني: دور المدارس الإسلامية من خلال المعلم
 المطلب الثالث: دور المدارس الإسلامية من خلال المناهج
المطلب الرابع: دور المدارس الإسلامية من خلال الأنشطة



دور المدارس الإسلامية في حماية الشباب من الانحراف
تمهيد:
لا شك أن المدرسة من أكثر المؤسسات أهمية بعد الأسرة في حماية الشباب من الانحراف الفكري، بل قد تكون أكثر تأثيرًا على الشباب من الأسرة من خلال العديد من الأدوار التي تقوم به نحو تعديل سلوك الطلاب بشكل إيجابي، حيث تسهم في إكسابهم القيم الخلقية الفاضلة التي من خلالها يمكن حماية الشباب من الانحراف الفكري.
لذا فإن من الغايات والأدوار التربوية التي تقوم بها المدرسة بشكل عام، وفي جميع المراحل التعليمية هو: فهم الإسلام فهما صحيحا متكاملا، وغرس العقيدة الإسلامية ونشرها، وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الإسلامية، والمثل العليا، وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة، وتهيئة الفرد ليكون عضوا نافعا فعالا في بناء المجتمع ([6]).
مفهــوم المدرســة :
     وتعرف المدرسة بأنها: "مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع بقصد تنمية شخصيات الأفراد تنمية متكاملة ليصبحوا أعضاء صالحين فيه"([7])
     ويعرفها على خليل مصطفى على أنها : "مؤسسة وتنظيم اجتماعي، أنشأها المجتمع خاصة لتربية وتعليم صغاره، وكالة عن الكبار المشغولين فى مشاغل الحياة، ونيابة عن المجتمع فى نقل تراثه الثقافى إلى الصغار، وللمدرسة وظائفها المهمة فى المجتمع، فيها المتخصصون في مجالات العلم والمعرفة لتقوم بتلك الوظائف، ومن ثم فهى تبلور اتجاهات المجتمع وتعكس إطار حياته"([8]).
فالمدرسة على أساس هذا المفهوم لها كيانها الاجتماعي المقصود خلافاً لغيرها من المؤسسات، فهى تتضمن واجبات وحقوقاً للأفراد داخل الإطار العام للمجتمع، وفى إطار   العملية التربوية، كما أنها تنظم سلوك الأفراد داخلها، وعلاقاتهم بغيرها من المؤسسات0


أهمية المدرسة:
ويأتي دورها بعد الأسرة مباشرة، لأنها تتسلم الأطفال بعد سن معينة لتكمل ما بدأته الأسرة، بل قد تعطي ما لا تستطيع الأسرة أنْ تعطيه لأفرادها، ولذلك يأتي دورها ملازماً لدور الأسرة، خاصة فى مرحلة التعليم الثانوي، لأنَّ المراهق فيها يتطبع بكثير من الاتجاهات من خلال أصدقائه في المدرسة، ومعلمه في الفصل، والمجتمع المدرسي بأسرها.
كمالم يعد التعليم في الوقت الحاضر قاصراً على مجرد تحصيل المعرفة فقط، بل بالإضافة إلى تزويد التلاميذ بالمعلومات والخبرات المعرفية، يغرس الاتجاهات والقيم، ويعدل أساليب السلوك الخاطئة، ويحقق النمو الشامل للفرد فى المجتمع، لأن دور التربية "تنمية الفرد وإعداده للحياة في المجتمع"([9])0
المدارس الإسلامية:
أما المدارس الإسلامية التي أراد أن يتحدث عنها الباحث في هذا الصدد، هي مدارس نظامية إسلامية حديثة، تُعرف بالمدارس العربية، والمدارس الإسلامية، تضم مناهجها مواد الإسلامية والعربية وبعض العلوم الحديثة كاللغة الإنجليزية والرياضيات والجغرافيا وغيرها.
الآليات المستخدمة، في تحقيق حماية الشباب من الانحراف الفكري، لهذه المدارس:
     بطبيعة الحال أن هذه المسؤولية العظيمة، لا تتحقق إلا من خلال ما يقوم به المجتمع المدرسي ككل، ومن هنا أورد الباحث بعض الآليات التي يمكن من خلالها تفعيل دور المدارس الإسلامية في حماية الشباب وحصانتهم من الانحراف الفكري، المتمثلة من دور المعلم، والمناهج المدرسية، والإدارة المدرسية، والنشاط المدرسي،  الذي هو أشمل وأحوى، بحيث يدخل فيه كثير من الحوافز، منها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي، لعل هذا من الأسباب الرئيسي، الذي جعل كثير من الدراسات تركز على المكافئات، سواء لفظية كانت أو مادية، مما يدل على أهميتها في نفسية الطالب، كما أشار بذلك بندر الشريف: "في ظل المكافأة اللفظية"([10]) من استخدام العبارات الشيقة، مثل: "هذا عمل جيد" "استطعتم القيام بالعمل المطلوب" وغيرها، مما يكون تأثير في نفسية الشباب، والتي يعتبرها الباحث من وجهة نظره تكون ناجحة،
المطلب الأول: دور المدارس الإسلامية من خلال الإدارة:
"يقصد بالإدارة المدرسية مجموع الأنشطة والفعاليات التي يقوم بها القائمون على إدارة المدرسة، أو ناتجة عنهم من أجل تحقيق الأهداف المنشودة والمعارف العلمية المخطط لها، في ظل المؤسسة التربوية المتواجدة فيها" ([11]).
من هنا تأتي أهمية إقامة ورشة عمل ودورات متخصصة للمعلمين حول التيارات والاتجاهات الفكرية المعاصرة وموقف الإسلام منها، ومن ذلك قضايا الانحراف الفكري التكفير والعنف والغلو وغير ذلك.
حظيت الإدارة المدرسية باهتمام كبير في المدارس الإسلامية لما لها من أهمية في إنجاح العملية التعليمية ، وإسهامها في تربية الأفراد وإعدادهم للحياة ، من خلال ما تقوم به المدرسة من تنشئة للأجيال باعتبارها إحدى القوى الرئيسية في المجتمع والتي تمده بركائز نهضة ودعائم ثابتة، التي تعكس على سلوك الطلاب واتجاهاته، وبالتالي تكون سببا لحماية فكره من الانحراف الفكري، إضافة إلى بناء علاقة جيدة مع أفراد المجتمع والمؤسسات التربوية الأخرى، يحترم الآراء والأفكار ويهتم بها، كما يوظف ثقافته واطلاعه في مساعدة المعلمين على فهم المتغيرات الحاصلة في المجتمع، ولذا يجب أن تحظى الإدارة بالاهتمام والعناية وذلك من خلال تطويرها وتحسينها باستمرار.





المطلب الثاني: دور المدارس الإسلامية من خلال المعلم
ومما يجب الإشارة إليه أن تلك الأدوار مع ارتباطها الشديد بدور المعلم بصفته مديرا للبيئة الصفية، وبكونه منسق رئيس لكافة أنواع النشاط التعليمي والاجتماعي داخل المدرسة، إلا أنها أيضاً تتأثر بطبيعته كإنسان سلبًا وإيجابًا، قد تؤثر بشكل أو بآخر على مهنته التعليمية. يقلد الفرد والديه في طفولته، ويتطور به النمو فيقلد مدرسيه ورؤساء الأندية التى ينتمى إليها في بداية مراهقته، ثم ينمو بعد ذلك نحو تقليد نظائره في تفوقهم عليه، وتميزهم عنه، ويسعى بمستوياته نحو أبطال آماله وأحلامه، ونحو من يعجب بهم ويقرأ عنهم. وهكذا يتأثر فى نموه الخلقي بمن يقلد وبما يفعل.
  بناء على هذا فإن المعلم مطالب أن يكون قدوة لطلابه خاصة، وللمجتمع عامة، وهو حريص على أن يكون أثره في الناس حميدًا باقيا، وذلك بإيجاد واقع تربوي، يتحقق من خلال سلوكه وأسلوبه التربوي، كل الأسس والأساليب والأهداف التي يراد إقامة المنهج التربوي عليها.
       لذلك بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون قدوة للناس يحقق المنهج التربوي الإسلامي، فقال تعالى: لقد كان لكم في رسول الله اسوة....[الأحزاب:21] القدوة أبلغ تأثيرا في المتعلم، وفي صلح الحديبية جرى شيء من التردد للصحابة في الاستجابة لأمره صلى الله عليه وسلم بالحق، حتى أبدت أم سلمة رضي الله عنها أن يحلق أمامهم ففعل وفعلوا.
      لذلك يجب على المعلم أن يدرك دوره التربوي بصفته قدوة لطلابه، فيقدم لهم النموذج العملي في السلوك والتصرف، ليقتدوا به فيتحلى بالأخلاق الإسلامية الحميدة الفاضلة، ويكون في إتقانه لعمله ظاهرًا وباطنًا، مخلصًا ومكتسبًا، وتكون أقواله توافق فعله، حتى لا يكون هناك تناقض بين الواقع الذي يعيشه والمبادي التي ينادي بها، قال تعالى: (...لم تقولون مالا تفعلون )   [الصف:2].



أهمية المعلم:
     "وإلى الآن فالمدرس المسلم في المدارس الإسلامية لا يزال يتمتع بمكانة مرموقة، حيث كان الاعتماد عليه بنسبة 75% في العملية التعليمية".
    ومهما تقدمت الطرق والأساليب الحديثة، في التدريس فإن المعلم يظل حجر الأساس الذي لا يمكن الاستغناء عنه في عمليات التدريس، فالمعلم هو الركن الأول والموجه والأب الذي على أساسه يتوقف كل عمليات التعليم، فوظيفة المعلم لا تضاهيها أي وظيفة في الدنيا مهما كانت نوعيتها، كيف لا تكون ذلك وهي رسالة الأنبياء والمرسلين، فكثير من جوانب الحياة الإدارية أمكن الاستغناء عن العنصر البشري، أما المعلم فإن طبيعة عمليات التعلم والتعليم، تجعل التفكير في الاستغناء عنه في المستقبل أمرًا مستحيلاً. يقول الحمد، "لاشك أن التدريس مهنة وفن، فهو مهنة شأنها شأن مهنة الطب أو الهندسة أو المحاماة"([12]).
في حين يشير عليان([13]) بقوله" إن التدريس تزيد خطورته إذا نظرنا إلى المادة التي يتعامل معها المعلم وهي الإنسان".
  هذا ما أكده أحد الباحثين([14]) "على أن المعلم الجيد يعد أفضل استثمار يرجى منه عائد عظيم في العملية التربوية، لأنه أهم عوامل التربية، فهو أهم من المقررات المدرسية، بل والطريقة التدريس والإدارة، لأن جميع هذه العوامل لا تصل إلى الطالب إلا عن طريق المعلم الجيد، والذي يعد الشخص الوحيد الذي يترك بصماته على الطالب، والمعلم الجيد يستطيع أن يعوض النقص في عوامل التربية الأخرى، بينما لا يعوض نقص المعلم شئ آخر".
       انطلاقًا من الدور المحوري الذي يضطلع به المعلم في أي نظام تربوي، إيمانًا بمركزية التأثير الذي يحدثه المعلم المؤهل على نوعية التعليم ومستواه"([15]).  كما أكدت بعض الدراسات التربوية أن 60% من نجاح العملية التربوية يقع على عاتق المعلم، بينما يتوقف 40% الباقية من النجاح على الإدارة والمكتب وظروف التلاميذ العائلية وإمكانية المؤسسة التعليمية.
  توجيه سلوك الشباب في أو قات الفتن، وكيفية التعامل معها:
     وقد ذكر ذلك غير واحد من التربويين، وأذكر على سبيل المثال، ما قال بعضهم ([16]) من التفاعل الاجتماعي الذي يجري بين الطلاب والمعلمين بعيدًا عن العلاقة المهنية الرسمية، حيث "يجب أن تكون علاقة المعلم مع طلابه علاقة إنسانية، قائمة على الاحترام المتبادل، والمحبة والتعاون، بعيدا عن أساليب الانتقام والتهديد والتحقير".
المطلب الثالث: دور المدارس الإسلامية من خلال المناهج.
إن من مظاهر الاهتمام بالأمن الفكري وتطوره هو اهتمام المفكرين وقادة الرأي بأهمية نشر الأمن الفكري في المؤسسات التعليمية، وفي مراحل التعليم المختلفة، وذلك بإعداد المناهج التي تدعوا إلى الوسطية المنبثقة من كتاب الله وسنة نبيه r, كما يلاحظ ذلك في مضمون المناهج الدراسية في المدارس الإسلامية.
حيث يعول المجتمع على المدرسة وما تقدمه من دور فعّال، عملية تعديل السلوك وخاصة الدور البارز المنوط بالمناهج الدراسية.
     وفي المجتمعات الاسلامية على سبيل المثال كانت المناهج التعليمية انبثقت من تعاليم الإسلام الذي تدين به المجتمع، عقيدة وعبادة، وخلقًا وشريعة، وحكمًا ونظامًا متكاملاً للحياة، وهذه المناهج تستطيع أن تسهم بدرجة كبيرة، في حماية الشباب من الانحراف الفكري.
ولعل من المناسب في هذا المقام ذكر ما ينص على ذلك من بعض المقررات، لهذه المدارس مما له علاقة مباشرة بموضوع البحث، حيث تدرس كل من المقررات التفسير، والعقيدة، والحديث، والففه وغير ذلك.
مقرر التفسير ودوره في حماية الشباب من الانحراف:
ويتحقق الأمن الفكري، بإتباع ما جاء في البيان القرآني وتوضيحه، وذلك  بتحكيمه في كل صغيرة وكبيرة، والعلاقة بين تعديل سلوك الشباب وانضمامهم للمدارس الإسلامية، علاقة جوهرية، لاسيما إذا نظرنا لحال الشباب قبل ذلك.
 حماية الشباب من الانحراف الفكري من خلال مقرر التوحيد:
     بما أن موضوع البحث يتعلق بالانحراف الفكري فهي قضية عقدية حسّاسة، بناءًا عليه فإن الباحث فيه يركز على مقرر التوحيد فيما له علاقة مباشر بموضوع البحث وذلك لتسهيل عملية التعامل بالموضوع           
     وقد جاء في المقرر الدراسي، لبعض المدارس الإسلامية، قسم التوحيد، الصف الأول، الفترة الثالثة، ما نصه" يدرس الطلاب فيها الموضوعات الآتية: "الإسلام والإيمان" ومن هنا كان اختيار الباحث لمقرر التوحيد ليكون عنصرا في تحقيق حماية الشباب من الانحراف الفكري، وكما جاء أيضًا في القسم نفسه، الصف الأول، الفترة الثالثة، ما نصه" يدرس الطلاب فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وفي الصف الثاني، من الفترة الثانية، ما نصه" يدرس الطلاب فيها مسائل "القضاء والقدر". كذلك "الإيمان بالملائكة" في فقرة أخرى. كما سيأتي في نقاط آتية:
المحور الأول: الإيمان بالملائكة:
        ومما نص في منهج التوحيد، الصف الثالث، الفترة الأولى، ما نصه" يدرس الطلاب الموضوعات الآتية": وذكر من ضمنها : الإيمان بالملائكة وهم خلق من خلق الله تعالى وعباده لا يعلمهم إلا هو، فهم من عالم الغيب ، قال الله سبحانه وتعالى عنهم:
(...جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة...)   [فاطر:1]والإيمان بهم يعني التصديق بوجودهم ، وأنهم عباد الله خلقهم لعبادته وتنفيذ أوامره في خلقه. والتصديق بأوصافهم وأصنافهم ، وأعمالهم التي يقومون بها مما ورد ذكره في الكتاب والسنة ، والإقرار بشرفهم وفضلهم. 
     ثم يُذَكـّـر الطالب أن الملائكة هم الذين سيقبضون روحه، وهم الذين سيسألونه في القبر، وهم الذين ينشرون له سجل أعماله يوم القيامة، وهم الذين يسوقونه إلى الجنة أو النار.
 إذاً فالإيمان بالملائكة أمر مهم في الوقاية من الانحراف الفكري الذي ينتج عنه الإخلال بأمن البلاد والعباد. وإن التهديد بهم قد يؤثر على كثير من النفوس المسلمة أكثر مما يؤثر فيها التهديد بالسلطان وبالقانون.
المحور الثاني: الثواب والعقاب:
        في الغالب مسألة الثواب والعقاب مرتبطة بالإيمان باليوم الآخر، كما ورد ذكرها في المقرر التوحيد للمدارس الإسلامية، الصف الثالث، الفترة الأولى، هو يوم الجزاء والحساب على ما يعمله الإنسان في حياته الدنيا، فكثيراً ما يكون الحديث في هذا اليوم عن الجزاء والعذاب الذي يصيب الإنسان نظير اقترافه المعاصي العملية أو القولية، كالزنا مثلاً ، وشرب الخمر ، والغيبة والنميمة ونحو ذلك، والحديث عن الجزاء والعقوبة المتعلقة بالانحراف الفكري، كالغلو والتكفير ونحو ذلك.
       فجدير بالأستاذ عند تدريسه لهذا الجانب من المقرر أن يذكر الطلاب بما في ذلك اليوم من الأهوال والعذاب والنكال ، وأن يذكر بما ينتظر ذلك المنحرف فكرياً من عقوبة يوم القيامة، وما يكون في القبر من نعيم وجحيم، وما في الموقف يوم القيامة من حشر، وصراط وميزان وسجلات وحساب ونحو ذلك.
المحور الثالث: القضاء والقدر:
وقد جاء ذكر القضاء والقدر في وصف لمنهج المدارس الإسلامية، للصف الثاني، الفترة الثانية، ما نصه" يدرس الطلاب الموضوعات الآتية" وذكر القضاء والقدر، (الإيمان بالقضاء والقدر هو الإقرار بأنه لا يحصل في هذا الكون شيء إلا والله سبحانه وتعالى علمه ، وكتبه ، وشاءه ، وأوجده ، لقد ضلت فرق كثيرة من البشرية بسبب ضلالها في القدر).
والإيمان بالقضاء والقدر وهو أحد أركان الإيمان يتوجه فيه الأمر على الأستاذ بإيضاح هذا الجانب بشكل صحيح، فكثير من الفرق الإسلامية كان انحرافها الفكري بسبب ضلالها في القضاء والقدر ، ولقد حذر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، من ذلك كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-  قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن نتنازع في القدر، فغضب حتى احمر وجهه، حتى كأنما فقئ في وجنتيه الرمان، فقال:
(( أبهذا أمرتم، أم بهذا أرسلت إليكم، إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر، عزمت([17])عليكم ألا تنازعوا فيه)) (الترمذي : 4/443).
المحور الرابع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
      يُعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصلاً من أصول الشريعة الإسلامية, وواجباً من أهم واجباته, وبه نالت الأمة الإسلامية الخيرية, قال تعالى: {...كنتم خير أمة أخرجت للناس...} (سورة آل عمران, آية:110).
     و"تطبيق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدي إلى قيام مجتمع آمن مطمئن متكافل، فحيث وجِد وقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن ذلك يعني تطبيق العقوبات الشرعية على كل من ارتكب منكراً ، الأمر الذي يُؤمّن المجتمع من الجريمة وشرورها، كما أنه يردع كل من تُسوّل له نفسه الإقدام على ما يخل بالأمن "2.
إن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دوراً مهماً في حفظ المجتمع من كل انحراف، ووقاية الشباب من الفساد, وبه يسود الأمن ويعم الرخاء والخير في المنطقة، وتسعد الأمة, ويُعد دعامة من دعائم استقرار المجتمعات, وما فُقد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجتمع إلا ساءت أحواله. ولهذا فقد أمر الإسلام بالقيام به, قال تعالى: {...ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير...} (سورة آل عمران آية:104).



المطلب الرابع: دور المدارس الإسلامية من خلال الأنشطة
تمهيد:
فالتعليم عن طريق الخبرة المباشرة - كما نادت به التربية التقدمية - أدى إلى أن يصبح النشاط الطلابي جزءاً أساسياً من المنهج الدراسي ومن ثم حدثت تغيرات كبيرة في ماهية المنهج الدراسي وطرق تقديم المواد الدراسية.
مفهوم النشاط المدرسي:
   النشاط في التربية يعرفه القاضي([18]) بأنه: " ألوان متعددة من الفعاليات التي يمارس التلاميذ داخل المدرسة أو خارجها على أن تكون ممارسة تلقائية، تلبي حاجات التلاميذ".
الأساس الذي يقوم عليه النشاط الصفي أو الآصفي:
فالمنهج أصبح لا ينظر له كمحتوى فقط يقدم للطلاب المعلومات ويزودهم بالثقافات وإنما أصبح يتضمن جميع الأنشطة العملية, سواء داخل الفصل أو خارجه, سواء في مجالات المواد الدراسية أو غيرها([19]).
      والتربية الإسلامية منذ فجر بزوغها نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يعلم الصحابة من خلال المواقف من الحياة ففي إحدى الغزوات نزلت آية التيمم وتعلم الصحابة التيمم وطبقوه "[20])كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيم سباقًا للخيل، بين الصحابة"  (البخاري: 1053)، وكان الصحابة في عهده صلى الله عليه وسلم، يتبادرون برمي السهام بعد صلاة المغرب.
يقول النحلاوي([21])إذا تأملنا أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا السياق نجدها تعبير عن شكلين من أشكال النشاط:
أ_نشاط ترويجي يجدد العزيمة ويزيل الكآبة، وكان هذا النشاط يتجلى في حياتهم عفويًا كلما دعت إليه الحاجة، وكان بعيدًا عن كل فحش أو محرم.
ب_نشاط تعليمي أو تعبدي غايته التعليم والتربية والتهذيب والتربية من خلال الحياة والممارسة، كما رأينا تعليمه صلى الله عليه وسلم التيمم ومناسك الحج، وغيرها.
وفيما يلي عرض تفصيلي لأهم هذه الأنشطة العلمية فى المدارس الإسلامية:
الأنشطة المدرسية في المدارس الإسلامية:
آليات تفعيل الأنشطة الصفية واللاصفية:
تولى الإدارة المدرسية والهيئة التدريسية اهتمامًا واضحًا بالأنشطة التربوية المتعددة، في المدارس الإسلامية.
 نظرًا للقناعة الراسخة بأهمية وأثر هذه الأنشطة تربويًا، والتي أصبحت جزء لايتجزأ من المنهج بمفهومه الحديث الواسع وتتمثل هذه الأنشطة على نوعين:
النوع الأول: الأنشطة المتعلقة بالإدارة المدرسية:
    وتهدف الأنشطة التربوية التي تمارسها الإدارة المدرسية في مجملها إلى تنمية أداء المعلمين فنيًا وتبصير أولياء الأمور ببعض المشكلات التي لها أثر على تحصيل أبنائهم، وتحفيز الطلاب للمزيد من التعليم، ومن هذه الأنشطة: النشرات التربوية -اللقاءات التربوية- الاحتفالات- الدروس التوضيحية.
 النوع الثاني: الأنشطة المتعلقة بلجان المتابعة:
وتشمل النشاط الديني الإسلامي، ومنها: إحياء ذكرى بعض المناسبات الدينية، ودروس يومية قبل صلاة الظهر، وقراءة أحاديث الشريفة بعد صلاة الظهر يوميًا، من قبل مجموعة من الطلبة، ومسابقات دينية ومسابقات حفظ القرآن الكريم، ومسابقة أجمل صوت في تلاوة القرآن الكريم.
وفي ضوء ما سبق من المباحث عن دور فعال الذي تقوم به المدارس الإسلامية، فقد ظهر فيه أن الإدارة المدرسية ومسؤوليتها الكاملة من خلال التخطيط والرقابة والتوجيه وغيرها، لهي قادرة على استثمار طاقة الشباب ووضع المقترحات للعلاج في حمايتهم من الانحراف الفكري، كما أن المعلم نظرًا لمكانته المرموقة في المجتمع كاد أن يكون الشخص الوحيد الذي يترك بصماته في نفسية الطلاب من جميع الجوانب، إذ نجح في تعويض كثير من النقائص التربوية التي يعاني منها الشباب في المدارس الإسلامية، وذلك باعتباره قدوة حسنة، ولمكانته في المجتمع هذا من جهة.
كما تضمن المناهج الدراسية في هذه المدارس على عناصر حساسة كان لها أثر ملموس في تغيير سلوك الطلاب وتعديله نحو الأفضل، مثل الكلام عن الوسطية، ومسألة الثواب والعقاب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها مما يجعل القلوب تكون آمنة على نفسها مؤتمنة على غيرها، ومن الملاحظ أن تفعيل دور الأنشطة وارتباطها بالمسالك الدينية لمن أهم العوامل الذي جعل كثير من الشباب الرجوع إلى رشدهم، من خلال ممارسة الطلاب أنشطة صفية وأخرى لا صفية.
الخاتمة:
الحمد لله الذي تفرد بصفا ت الكمال  والإجلال، وتفضل على عباده بجزيل الشكر والإنعام، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
أهم نتائج: تقوم المدارس الإسلامية، بدورها في حماية الشباب من الانحراف الفكري من خلال:
1.                       تركز الإدارة المدرسية ومسؤوليتها الكاملة على التخطيط والرقابة والتوجيه وغيرها، والتي ظهر قدرتها على استثمار طاقة الشباب ووضع المقترحات للعلاج في حمايتهم من الانحراف الفكري.
2.                       يقوم المعلم بصفته قدوة لطلابه في شمال نيجيريا، أن يقدم لهم النموذج العملي في السلوك والتصرف، ليقتدوا به فيتحلى بالأخلاق الإسلامية الفاضلة، القائمة على الاحترام، التي تعكس على نفسية الطالب، وتحميه من الانحراف الفكري.
3.                       يشتمل المناهج الدراسية في هذه المدارس على العلوم الشرعية وعلى رأسها مقرر التوحيد وهو من السبل المهمة لتحقيق حماية الشباب من الانحراف الفكري.
4.                       ممارسة طلاب المدارس الإسلامية بشمال نيجيريا للأنشطة الصفية وأخرى اللاصفية، أثر على كثير منهم للرجوع إلى رشدهم.
أهم التوصيات : في ضوء ما أسفر عنه البحث من نتائج، فإن الباحث يوصي بما يلي:
1.               أن تهتم المدارس الإسلامية في إبراز رؤية الإسلام الواضحة لقضايا العصر من خلال المقررات الدراسية.
2.               أن تهتم الأمة بشبابها من حيث حماية أفكارها، لأن الإنسان أعظم ثروة في الأمة.
3.               ينبغي للمعنيين أن يهتموا بإقامة دورات متخصصة للمعلمين في المدارس الإسلامية، حول التيارات والاتجاهات الفكرية المعاصرة، وموقف الإسلام منها، ومن ذلك قضايا التكفير والعنف والغلو.
4.          العمل على زيادة تفعيل دور المدارس الإسلامية، في خدمة المساجد والسجون والجامعات والتجمعات المختلفة.
المقترحات: في ضوء نتائج وتوصيات البحث التي طرحت استكمالا لهذا البحث يقترح الباحث إجراء دراسات تربوية أخرى:
1-إجراء دراسة حول المدارس الإسلامية، ودورها في الحفاظ على كيان المجتمع المسلم.
2- إجراء دراسة تتناول تكامل جهود المدارس الإسلامية، والكليات، نحو تحقيق الأمن النفسي للطلاب والطالبات.
3-إجراء دراسة تبرز دور الجوانب التربوية الواردة في المقررات العربية للمدارس الإسلامية.
ثم إنه أولا وأخيرا لا يسعنى إلا أن أسجد لله شاكرا توفيقه لي، ولا أدعى الكمال فالكمال لله وحده، وحسبى أنني اجتهدت، فإن أصبت فالفضل منه وإن أخطأت فمن نفسي، إنه نعم المولى ونعم النصير.








1) المغامسي، سعيد بن فالح: التربية الإيمانية وأثرها في تحصين الشباب من الانحراف، مكتبة العلوم والحكم،1420هـ.
(4) ابن منظور, جمال الدين محمد بن مكرم: لسان العرب, دار إحياء التراث العربي, بيروت,الطبعة الثالثة, ج3, 1419هـ. ص: 129.
 ([3]) المالكي، عبد الحفيظ بن عبدالله:  نحو بناء استراتيجية وطنية، لتحقيق الأمن الفكري في مواجهة الإرهاب، رسالة دكتوراة غير منشورة ، كلية الدراسات العليا، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، 1427هـ.
([4]) الدوسري، محمد بن راجس: الأساليب الوقائية من الانحراف الفكري لدى الطلاب، جامعة أم القرى،رسالة  ماجستير غير منشورة، مكة المكرمة، 1433ه.
([5]) عبيدات، ذوقان وآخرون: البحث العلمي مفهومه، وأدواته،وأساليبه،دارأسامة،2004م،ص: 247.
([6]) النحلاوي، عبد الرحمن: أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، دار الفكر دمشق،  1426ه، ص: 131.
([7]) مطاوع، إبراهيم عصمت: أصول التربية،  دار الفكر العربي ، 1995م ، ص: 73- 74.
   ([8]) على خليل مصطفى أبو العنين : القيم الإسلامية والتربية- دراسة فى طبيعة القيم ومصادرها ودور التربية الإسلامية، فى تكوينها وتنميتها، مكتبة إبراهيم حلبي، المدينة المنورة، 1988م، ص:172.
   ([9]) محمود، قمبر : التربية وترقية المجتمع، دار سعاد الصباح، الكويت، 1992م، ص: 45 0
([10])  الشريف، بندر بن عبد الله: كيف تنمي الدافعية عند ابنك، ايتراك للطباعة والنشر والتوزيع، 2009‘ص:221.
([11]) القاضي، محمود كعت: تاريخ الفتاش في أخبار البلدان، مرجع سابق، ص: 32.
([12]) الحمد، أحمد محمود: تربية الطفل في الإسلام، ط1 دار النشر الدولي الرياض 1424ه، ص:275.
([13]) عليان، أحمد فؤاد: الأخلاق في الشريعة الإسلامية، ط1 دار النشر الدولي 1418ه، ص:182.
   ([14]) الصالح، عطية بن محمد أحمد: تنمية القيم الأخلاقية لدى طلاب المرحلة التعليم الأساسي، رسالة دكتوراة، غير منشورة، مكة المكرمة.1424ه، ص: 196.
([15]) الخطيب، حسن شحاتة: النشاط المدرسي , مرجع سابق، ص:1
([16]) الشيباني، عمر محمد: الأسس النفسية والتربوي لرعاية الشباب،الطبعة الأولى، دار الثقافة 1973م. ص: 46.
([17]) العزم بمعنى الإقسام . وعزمت عليك أي أمرتك أمراً جداً ابن منظور ، لسان العرب 12/400 . 
([18]) القاضي، محمود كعت: تاريخ الفتاش في أخبار البلدان، باريس، 1964م، ص: 58 .
([19]) مطاوع، إبراهيم عصمت: التجديد التربوي, أوراق عربية, دار الفكر العربي, 1997م، ص: 368
([20] البخاري، محمد بن إسماعيل: صحيح البخاري، تحقيق رائد بن صبري بن أبي علفة، دار طريق للنشر والتوزيع، الرياض، ط1، 1431ه، ص: 1053.
([21]) النحلاوي، عبد الرحمن: أصول التربية الإسلامية وأساليبها، مرجع سابق، ص: 154.