الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014



      
مقدمة:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد، فهذا بحث مختصر عن : دور الأكاديمية الاسلامية بالنمسا وأهم أهدافها في تعليم الأقلية المسلمة في النمسا.
مشكلة البحث وأسئلتها
يمكن صياغة مشكلة البحث في الإجابة عن السؤال الرئيسي:  ما الأكاديمية الاسلامية بالنمسا وما أهم أهدافها  في تعليم الأقلية المسلمة بالنمسا ؟ وتتفرع منه الأسئلة التالية:
أين تقع النمسا ؟ وكيف وصل اليها الاسلام ؟ ووضع المسلمين ؟..
ما وضع التعليم في النمسا؟ مراحله وأنواع المدارس فيها؟.
2- الأكاديمية الاسلامية في النمسا نشأتها وأهم أهدافها  ؟.
3- ما المشكلات التي تواجه الأقلية المسلمة في النمسا ؟.
أهداف البحث
هدف هذا البحث إلى تحقيق عدة أمور من أهمها:
1- التعرف على النمسا ووضع الاسلام والمسلمين فيها.
2- التعرف على وضع التعليم في النمسا مراحله وأنواع المدارس فيها
3- التعرف على الأكاديمية الاسلامية في النمسا نشأتها وأهم أهدافها.
        التعرف على بعض المشكلات التي تواجه الأقلية المسلمة في النمسا 4-
أهمية البحث
ترجع أهمية البحث إلى أنه يتناول دور الأكاديمية الإسلامية بالنمسا في نشر وعي الاسلامي، وهو مشروع ديني وثقافي كبير لـه أثـر ملموس عند كثير من المسلمين في النمسا عموما، ويعول عليه دور تربوي كبير بسبب ما يتمتع به ذلك المشروع من تأييد رسمي.
حدود البحث
اقتصر البحث في تناول لمحة موجزة عن النمسا، عن تاريخ وصول الاسلام والمسلمين فيها، وما يتعلق بالتعليم ومراحله على مستوى الدولة، والكلام عن الأكاديمية الاسلامية بالنمسا وأهم أهدافها.
 خطة البحث:
تتكون خطة البحث من (مقدمة، وثلاثة فصول، وخاتمة، وفهارس) وتشتمل المقدمة على: مشكلة البحث وأسئلته، وأهداف البحث، وأهمية البحث، وحدود البحث، ومحتويات البحث، ومنهج البحث.
الفصل الأول: معلومات عن النمسا:، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: النمسا وموقعها الجغرافي: .
المبحث الثاني: تاريخ وصول الإسلام إلى النمسا.
المبحث الثالث: حالة المسلمين في النمسا.
المبحث الرابع: مناطق المسلمين ومنظماتهم بالنمسا.
الفصل الثاني: التعليم الأساسي وفيه خمسة مباحث:
  المبحث الأول: العليم الأساسي على مستوى العالم
المبحث الثاني: مفهوم التعليم الأساسي في النمسا
المبحث الثالث: التعليم العام في النمسا
المبحث الرابع: التعليم العالي في النمسا
المبحث الخامس: استقلال الجامعات النمساوية:
الفصل الثالث: الاكاديمية الاسلامية في النمسا وأهم أهدافها ، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: بداية إنشاء قسم خاص للتربية الإسلامية.
المبحث الثاني: الهدف الرئيسي للأكاديمية الاسلامية بالنمسا وفي مطالب.
المطلب الأول: نشر وعي الثقافي.
المطلب الثاني: تأهيل المدرسين الاسلاميين.
المطلب الثالث: الاستثمار الموقف السياسي لتحقيق الطموحات.
المطلب الرابع: اظهار الرؤية الواضحة في برنامج الدراسي.
المطلب الخامس: البصمة الأزهرية للأكاديمية الاسلامية بالنمسا.
المطلب السادس: الأكاديمية الاسلامية والخطط المستقبلية.
المطلب السابع: الازدواجية والطموحات الأقلية المسلمة في النمسا.
المطلب الثامن: الازمات الداخلية بين الأقلية المسلمة في النمسا
الفهارس: فهرس المراجع، وفهرس المواضيع.
منهج البحث:
لقد استخدم الباحث حسب طبيعة هذا البحث على المنهج الوصفي والتحليلي وهي دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع وتحليلها.
الفصل الأول: معلومات عن النمسا:
من المعلوم أن النمسا القديمة - تلك الإمبراطورية الواسعة الأطراف، بشعوبها المتعددة، من بولنديين وشيكو سلافيين وهنغاريين وطليان وألمان - تلك الإمبراطورية الكبيرة قد تشتت شملها وتهدمت أركانها وزالت وحدتها بعد الحرب العالمية الأولى، فلم يبق منها إلا دائرة ضيقة لا تكاد تبين بجانب ما كانت عليه من الاتساع قبل تلك الحرب.[1]
تتميز النمسا بمكانة عالمية في المشهد الثقافي والأكاديمي والتعليمي كونها أحدى الدول الرائدة عبر العصور في الآدب والفن والثقافة والعلوم والمعرفة، وتعد النمسا من الدول المتقدمة في العلوم الطبيعية والطبية مثل الفيزياء والرياضيات والكيمياء والهندسة والاتصالات، وقد شهدت النمسا بمراكز ابحاثها حراكا كبيرا في مجال أبحاث تكنولوجيا النانو الإلكترونية وتكنولوجيا الاتصالات، وتوجد في دولة النمسا العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الحكومية ويصل عددها إلى (22) جامعة تخصص في شتى المجالات الأكاديمية والعلمية تأسست غالبتها منذ القرون الوسطى ، إضافة إلى عدد من الجامعات الخاصة، والجدير بالذكر تميز دولة النمسا في المدارس والكليات العليا المتخصصة في المجالات الفنية والاقتصادية ويزيد عددها عن الثمانية عشر مدرسة عليا.
 المبحث الأول: النمسا وموقعها الجغرافي: 
تقع جمهورية النمسا في جنوب وسط أوروبا. تحدها ألمانيا والتشيك وسلوفاكيا والمجر وسلوفينيا وإيطاليا وسويسرا.
المساحة:  83.871 كيلومتر مربع.
عدد السكان:   8.292.322 مليون نسمة.
العاصمة:   فيينا (عدد سكانها يقارب الأثنين مليون نسمة).
المدن الهامة:  قراتز، سالزبورغ، لينز، انسبروك، كلاجنفورت
العملة: اليورو (euro).
اللغة الرسمية: الألمانية.
فروق التوقيت: ساعة صيفا و ساعتين شتاءأ عن المملكة.
الطقس في النمسا: طقس النمسا يعتبر قاري وهو شديد البرودة وكثير الجليد في الشتاء ويطول هذا الفصل عن بقية الفصول التي تعتبر معتدلة نوعا ما.
الحياة الاجتماعية و الثقافية: يوجد في النمسا العديد من المتاحف ودور العرض المسرحي والثقافي والحياة الاجتماعية والثقافية غنية بالفعاليات.
الديانة : غالبية سكان النمسا يعتنقون الديانة المسيحية المذهب الكاثوليكي وتجدر الإشارة إلى أن الدين الإسلامي معترف به رسميا في النمسا كما لكافة الأديان الأخرى حرية ممارسة شعائرها.  
النشاط البشري:
لقد نهضت النمسا في المجال الصناعي فأصبحت الصناعة أهم موارد الدخل، والصناعات تشمل المعدات الثقيلة والصناعات الميكانيكية والتحويلية هذا إلى جانب الصناعات البتروكيميائية، والملابس، والمنسوجات، والصناعات الدقيقة، أما الإنتاج الزراعي فيغطي معظم حاجة النمسا، ويشمل زراعة الحبوب ويشتغل بالزراعة 10% من القوى العاملة وإنتاجها في الفحم والشعير والذرة، وإلى جانب هذا يزرع بنجر السكر وتربى الحيوانات في مناطق المروج وعلى السفوح، ويسد الإنتاج حاجة البلاد، وهي غنية بثروتها الحيوانية من الأبقار والأغنام، وإنتاج الأخشاب والصناعات الخشبية من الموارد الهامة بالنمسا.
 المبحث الثاني: كيف وصل الإسلام إلى النمسا؟
النمسا من الدول الاوروبية التي تربطها علاقات قديمة بالإسلام منذ عام 1912، فيما عرف بقانون الاسلام.
كان أول وصول للإسلام إلى وسط أوروبا في أثناء التقدم التركي العثماني نحو فيينا، حيث كان أول حصار تركي لها في سنة (936هـ - 1549م)، ودارت رحى الحرب بين الفريقين في عنف وشراسة، وجاء الحصار الثاني لفيينا في سنة (1095هـ - 1683م)، ولم يتقدم الأتراك أكثر من ذلك حيث مشارف فيينا، وعندما توسعت إمبراطورية النمسا دخلت في حوزتها مناطق انتشر بها الإسلام، كبلاد البشناق والهرسك، ولكن أهم وصول للإسلام إلى النمسا كان في أعقاب الحرب العالمية الأولى حيث هاجر إليها بعض المسلمين من أوروبا الشرقية، ثم زادت هذه الهجرة بعد الحرب العالمية الثانية، فوصلت إليها هجرات إسلامية من يوغسلافيا، ثم جاء إليها العديد من العمال الأتراك، فزاد عدد المسلمين بها، ويمثل الأتراك أكبر جالية مسلمة في النمسا، ثم يليهم المسلمون اليوغسلاف، ثم مسلمون من الأقطار العربية.
المبحث الثالث: ضع المسلمين وتوا جدهم بعد الحرب العالمية الثانية  في النمسا.
يتمتع المسلمون في النمسا وعددهم حوالي أربعمائة ألف مسلم باعتراف قانوني ليس له مثيل في باقي دول أوروبا. فقد اعترف بالإسلام في النمسا دينا تعبديا رسميا بموجب قانون إمبراطوري صدر عام 1912 سمي بقانون الإسلام، موقع من الإمبراطور فرانس جوزيف، وأدرج في صحيفة القوانين الإمبراطورية بتاريخ 9 أغسطس 1912 بعد موافقة البرلمان عليه. ويرجع صدور هذا القانون آنذاك إلى أن بلاد البوسنة والهرسك كانت تابعة لإمبراطورية النمسا ومملكة المجر قبل الحرب العالمية الأولى. وبموجب هذا القانون فإن الإسلام يتساوى في الحقوق والواجبات مع الأديان الأخرى المعترف بها رسميا من الدولة.
وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى وانفصال ولاية البوسنة والهرسك عن النمسا لم تعد هناك جماعة للمسلمين في جمهورية النمسا رغم سريان مفعول قانون الإسلام.
وبعد الحرب العالمية الثانية بدأ المسلمون في التوافد على النمسا، وبعد ازدياد أعدادهم برزت الحاجة إلى إيجاد كيان رسمي يجمعهم ويحظى باعتراف السلطات الرسمية في الدولة، وقد توجت الجهود التي بذلها المسلمون في هذا الاتجاه بتأسيس الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية في النمسا عام 1979 حيث صدر قرار وزاري باعتماد دستور الهيئة وفقا لأحكام قانون الإسلام لعام 1912. وفي عام 1988 وبناء على حكم المحكمة الدستورية النمساوية تم تعديل القانون مرة أخرى ليصبح الاعتراف بالدين الإسلامي اعترافا عاما وبكل مذاهبه، وتم حذف الفقرة التي كانت تحدد الاعتراف لأتباع المذهب الحنفي فقط[2].
المبحث الرابع: مناطق المسلمين ومنظماتهم:
ينتشر المسلمون في مدن فيينا ولينز وسالزبورغ، ولقد تأسست أول جمعية إسلامية بعد الحرب العالمية الأولى وكانت تسمى "جمعية الثقافة الإسلامية" ويرأسها المرحوم الدكتور عمر أهرنفلز من الشخصيات النمساوية المسلمة البارزة، وفي سنة (1370هـ - 1950م) تأسست جمعية "مسلمي النمسا" وقامت هذه الجمعية برعاية أحوال المسلمين، وحلت الجمعية في سنة (1382هـ - 1962م)، وتكونت بعدها جمعية (الخدمات الإسلامية الاجتماعية) واستأجرت مركزا للصلاة كما زودته بمكتبة إسلامية، ثم بدأت فكرة جمع التبرعات لإقامة مركز إسلامي بفيينا، وتصدر الجمعية مجلة "الصراط المستقيم" بالألمانية واليوغسلافية والتركية، وبالنمسا اتحاد للطلاب المسلمين، ولقد أصدر الاتحاد عدة نشرات إسلامية، وبالنمسا أندية للعمال المسلمين تتعاون مع جمعية "الخدمات الإسلامية الاجتماعية[3]".
الفصل الثاني: التعليم الأساسي :
المبحث الأول: التعليم الأساسي في العالم :
       بدأت الجهود في هذا المجال بشكل واضح من خلال التقرير المشترك (اليونسكو واليونسف) للمؤتمر الذى عقد في نيروبي عام 1974 عن التعليم الأساسي، حيث عرف هذا المؤتمر التعليم الأساسي بأنه : " مرحلة تعليمية أساسية تؤمن لجميع الأطفال حداً أدنى مشتركاً من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم والخبرات، لتساعد كل فرد على تنمية قدراته واستعداداته وتفكيره لكى يحقق ذاته، ويسعد نفسه وأسرته، ويسهم في تنمية مجتمعه الذى ينتمى إليه" .([4])
       كما أكد الخبراء في الاجتماع الذى نظمته اليونسكو في باريس (يونيو 1974) بشأن مرحلة التعليم الأساسي على أن يكون هذا التعليم ملائماً في أشكاله لخصائص مختلف البيئات المحلية بالقدر اللازم، بحيث يلبى احتياجات مختلف فئات العمر ومختلف الفئات الاجتماعية مع كونه شاملاً ومن نوعية واحدة لجميع أفراد المجتمع. ([5])
       وقد توالت مؤتمرات اليونسكو التي اهتمت بعرض ومناقشة مفهوم التعليم الأساسي، ومنها المؤتمر الذى نظمته اليونسكو خلال عام 1976، والذى اهتم الخبراء المجتمعون فيه بمفهوم التعليم الأساسي، والفئات المستهدفة منه، وأوضحوا أن التعليم الأساسي يقع فى إطار الخدمات النظامية أو في إطار الخدمات غير النظامية ([6]). ولكن يوجد شبه إجماع بين دول العالم على استخدام التعليم الأساسي كمصطلح يشير إلى نوع التعليم المرتبط بقاعدة النظام التعليمي ومداه. لذلك سعت هذه الدول إلى بناء قاعدة قوية للنظام التعليمي، تستوعب جميع الأطفال الذين يبلغون سن المدرسة، وتقدم لهم تعليماً جيداً.
       فهذه القاعدة بالنسبة للمتعلم هي مرحلة الإمداد بالأساسيات التي يمكن أن ينطلق منها إلى مرحلة تعليمية أعلى وأعمق، وهى تمثل الحد الأدنى من السنوات التي يجب أن يقضيها الناشئ فى التعليم إجبارياً قبل خروجه لمعترك الحياة. ([7])
       ومصطلح أساسي يحمل معنيين: الأول يعنى قاعدة أي بنية تعتمد عليها المقومات أو المكونات لهذه البنية، والثاني هو القدر الأنسب لإشباع الحاجات الإنسانية. ([8])
وقد أوضح أحد الباحثين في دراسته عن التعليم الأساسي في الدول النامية، أن هناك معنيين للتعليم الأساسي. الأول يقدم للأطفال حتى بداية سن المراهقة، وهو التعليم الشائع، حيث يعد التلاميذ إعداداً كافياً للحياة. ويتيح فرص تعليم مناسبة للمواطن المتوسط في البلاد، وهو يختلف من حيث كميته ومحتواه اختلافاً كبيراً حسب ظروف التنمية التربوية والخلقية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد، وإمكانيات العمل([9])، والتعليم الأساسي في هذا المعنى يمثل المستوى الأول للتعليم الرسمي في قاعدة الهرم التعليمي، وهو يشمل كل المرحلة الابتدائية، وفى بعض الدول قد يدمج التعليم الابتدائي مع التعليم قبل الثانوي ليكونا معاً فترة الإلزام. والمعنى الثاني – وهو الغالب اجتماعياً – خاص بمجموعة الأطفال أو الأفراد الذين لم يلتحقوا بالمدرسة إطلاقاً أو تسربوا ليصبحوا أميين. ([10])
وفى هذا السياق، يعرف التعليم الأساسي بأنه : " الحد الأدنى من المتطلبات الاجتماعية، والتي يوفرها التعليم للأفراد ([11]). ويبدو أن هذا المفهوم هو الشائع، لأن التعليم الأساسي الكامل لم يعد متاحاً بعد في عدد من الدول النامية.
 المبحث الثاني: مفهوم التعليم الأساسي في النمسا:
       إن النظام التربوي في أي بلد لا يعيش بمعزل عن المتغيرات العالمية المحيطة به – خاصة المتغيرات التربوية – وبصفة عامة يختلف مفهوم التعليم الأساسي بين الدول وفقاً لإمكانات كل دولة وأيدولوجيتها ، ومستوى النمو الاجتماعي والاقتصادي بها ومتطلبات خطط التنمية بها والغرض من التنمية التربوية فيها. وقد أخذت النمسا بالمفهوم التالي للتعليم الأساسي.
فالنمسا الجديدة هي مجموعة الولايات التي تنطق بالألمانية والتي أصبحت الآن جمهورية ديموقراطية مستقلة منذ عام 1955م.
هناك وزارتان للتعليم في النمسا، إحداهما تشرف على التعليم العام والأخرى تشرف على التعليم الفني، ونظام التعليم غير مركزي، وتضم وزارة الثقافة والتعليم ستة وكلاء.
وليس لوزير الثقافة والتعليم سلطة سن أو تغيير قوانين التعليم بل يتم ذلك عن طريق مجلس الوزراء وبموافقة ثلثي الأعضاء ولهذا يتأثر التعليم بتغير الحزب الحاكم.
والتعليم في النمسا مجاني في جميع مراحله بما في ذلك رياض الأطفال. وتوجد مدارس خاصة وهي مدارس دينية تشرف عليها الكنيسة وتبلغ نسبتها حوالي 10% من عدد المدارس الكلية.
المبحث الثالث: مراحل النظام التعليمي بالنمسا:
ينقسم النظام التعليمي العام في النمسا إلى ثلاث مراحل حسب عمر التلميذ، ويمتد التعليم الإلزامي إلى سن الخامسة عشرة وهذه المراحل هي:
1- مرحلة ما قبل 6 سنوات:
وهي مرحلة ما قبل المدرسة الإلزامية ويمكن للطالب أن يبدأ الدراسة بها من سن ثلاث سنوات، وهذه المرحلة تشرف عليها السلطات المحلية وهي مجانية.
2- مرحلة ما بين 6 إلى 14 سنة:
وهي مرحلة تعليم إلزامي، ويدخل الطلاب في عمر 6 إلى 10 سنوات في المدارس الابتدائية، في حين يدخل من هم في عمر 10 إلى 14 سنة في المدارس المتوسطة. وفي المرحلة المتوسطة هناك نوعان من التعليم أحدهما لعامة الطلاب والآخر للموهوبين، وقد بدأ برنامج الموهوبين منذ عام 1960م ويتم التحاق الطلاب بمدارس الموهوبين بناء على توجيه معلم المرحلة الابتدائية، وبالمتوسط يتجه حوالي 30% من طلاب المرحلة الابتدائية إلى مدارس الموهوبين المتوسطة، ويتميز تعليم الموهوبين بكون جميع المعلمين فيه هم من خريجي الجامعة المتخصصين.
3- مرحلة ما بين 14 إلى 18 سنة:
وهي مرحلة التعليم الثانوي، والسنة الأولى منها تعتبر إلزامية، وفي سن ست عشرة سنة تبدأ مرحلة التعليم والتدريب بعد الإلزامي، وينقسم التعليم في المرحلة الثانوية إلى ثلاثة أفرع هي:
1- الثانوية العامة التي يمكن لتخريجها الاتجاه للجامعة، ومدة الدراسة فيها أربع سنوات.
2- ثانوية مهنية تعتمد على التدريب العملي، ويمكن أن يتجه خرجيها للعمل، ومدتها 5 سنوات.
3- ثانوية مهنية وتقنية متوسطة، ويمكن للخريج أن يتجه للعمل أو الالتحاق بالجامعة، ومدتها 5 سنوات.
التقويم والاختبارات
في مراحل التعليم العام تكون مدة العام الدراسي 40 أسبوعاً، من ضمنها الاختبارات وينقسم إلى فصلين دراسيين يختبر الطالب مرة واحدة في نهاية العام الدراسي وفي حالة عدم حصوله على 50% من درجات المادة يرسب في المادة، وفي حالة رسوبه في مادة أو أكثر هناك دور ثان، وفي حالة رسوبه في الدور الثاني فإنه يعيد السنة، إلا إذا كان رسوبه في مادة واحدة ورأت هيئة المدرسة أنه يستحق النجاح بناء على سلوكه واهتمامه.
ويدخل الجامعة من خريجي الثانوية العامة ما يقارب 50% منهم، والبقية لا تستطيع إما بسبب صعوبة الدراسة أو بسبب الصعوبات المالية خصوصاً للطلاب البعيدين عن الجامعات. الجدير بالذكر أنه لا يوجد اختبار مركزي للمرحلة الثانوية بل يضع كل معلم نموذجين من الأسئلة التي يراها مناسبة ويرسلها للوزارة مع نماذج إجابتها وتقرر الوزارة أحدهما وترسله للمدرسة، وبإمكان الوزارة أن ترفض النموذجين إذا رأت عدم صلاحيتهما، ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن، وبعد تصحيح أوراق الطلاب تعرض على الموجه للاطلاع عليها. ويكتفي بكلمة ناجح في الشهادة دون ذكر الدرجات أو التقدير.
حالات المعلمين:
يبلغ عدد معلمي المرحلتين المتوسطة والثانوية 19 ألف معلم، ويخضع المعلم فترة سنتين لتجربة يمكن للوزارة فصله خلالها إذا رأت أنه غير مناسب، أما بعد مضي السنتين فلا يمكن فصله إلا حينما يرتكب جريمة كبيرة - كأن يكسر يد طالب - ولكن الحل المتبع عادة لمعاقبة المعلم هو نقله إلى مدرسة أخرى. ويوجد معلمون من حملة الدبلوم (دون الشهادة الجامعية) وعادة يُدرّسون في المرحلة الابتدائية العادية، وتصرف رواتبهم عن طريق الولايات ويتولى الإشراف عليهم الإدارات الإقليمية في الولايات. أما معلمو المرحلة المتوسطة والثانوية فتصرف رواتبهم من الوزارة الفدرالية وتتولى الإشراف عليهم أيضاً.
ويبلغ متوسط أعمار غالبية المعلمين 46 سنة بسبب عدم وجود الحاجة للمدرسين الجدد وذلك عائد لتناقص أعداد الطلاب حيث بلغ عددهم عام 1986م مليوناً ونصف المليون، ويتوقع أن يكون عددهم عام 2015م مليوناً واحداً فقط حسب الإحصاءات العامة، ويحصل المعلم كل سنتين تلقائياً على علاوة مقدارها 400 ريال تقريباً، ومتوسط رواتب المعلمين حوالي 12 ألف ريال، ويعتبر المعلم أكثر حظاً من غيره من الموظفين بسبب وجود النقابة القوية التي تدافع عن حقوقه. ومما يزيد في رفاهية وسعادة المعلمين في النمسا أن نصاب المعلمين 17 حصة فعلية وتحسب 20 حصة باعتبار الواجبات والتحضير وإعداد الوسائل جزءاً من نصابه، ويعتمد مرتب المعلم على عدد الحصص التي يؤديها، ويعطى المعلم على فترة الاختبارات مكافأة إضافية باعتبارها عملاً إضافياً غير عملية التدريس.
وتوجد معاهد ومراكز خاصة بتطوير المعلم أثناء الخدمة لكنها متروكة لرغبة المعلم وليست إلزامية وليس عليها مقابل.
وتقع مسؤولية تقويم المعلم على عاتق مدير المدرسة، أما المشرف التربوي فدوره يشمل تقويم العملية التعليمية بجميع جوانبها، والإشراف على أداء المعلمين.
وتقوم الوزارة بتدريب المعلمين على كيفية استخدام الحاسب الآلي الذي يستخدم في المرحلة الثانوية في بعض المواد، ويدرس كمادة أساسية.
المباني المدرسية:
تختلف المباني المدرسية من مرحلة إلى أخرى من حيث شكلها، وتاريخ بنائها، والمستأجر منها نادر، وتتولى الولايات بناء المدارس الابتدائية والمتوسطة، أما المدارس الثانوية فتتولى بناءها الوزارة، ولا يمكن الجمع بين مرحلتين في مبنى واحد، ويكون الطالب ثابتاً في فصل واحد ويتجول المدرس بين الفصول حسب الحصص، ومن مرافق المدرسة الإضافية المختبرات ونادي الحاسب والمكتبة. والفصل الدراسي خال من أي شيء ما عدا المقاعد ومكتب المدرس والسبورة. ولا يوجد بالمدرسة طبيب ولكن هناك طبيب عام يزور المدارس بصورة دورية، ويتولى نظافة المدرسة عمال تتفق معهم المدرسة أو شركات خاصة.
بناء المناهج وتطويرها:
تشرف الوزارة الفيدرالية على جميع المقررات والكتب المدرسية حتى كتب الأنشطة منها، وقد بدأ الإشراف على الكتب المدرسية منذ عام 1974م.
ويتولى فريق من المعلمين المتميزين والأكاديميين وضع أهداف ومفردات المنهج الدراسي ثم تعرض على المعلمين في المدارس بمختلف أنواعها، وبعد ذلك تعرض على اللجنة مرة أخرى وتعدل حسب مرئيات الميدان، وبعد إقرارها بصورتها النهائية يتولى القطاع الخاص التأليف، وبعد تأليفها تعرض على لجان خاصة في الوزارة عدد أفرادها في المتوسط خمسة أعضاء غالبيتهم من المعلمين المتميزين ويدفع لهم مقابل مراجعتها مكافأة تعتمد على عدد صفحات الكتاب والزمن الذي استغرقته المراجعة، وإذا كان الكتاب مناسباً أجيز للطباعة.
ويوجد في الوزارة الفيدرالية 52 لجنة لمراجعة المقررات والكتب المختلفة وعدد المقررات المصرح بها 3531 كتاباً رئيساً و1245 كتاباً إضافياً للمواد غير الأساسية، والنوع الأول لا يجاز إلا بموافقة كامل أعضاء اللجنة، أما النوع الثاني فيراجع من واحد فقط من اللجنة ويقرر إن كان مناسباً أم لا.
عمر المنهج عادة يصل إلى 7 سنوات دون تغيير، ولكن هذا غير ثابت حيث يصل أحياناً لمدة 12 سنة دون تغيير بسبب عدم وجود الحاجة لذلك وأحيانا يغيّر كل سنة أيضاً للحاجة لذلك كما في مادة الحاسب.
إن جميع الكتب والمقررات المدرسية تحقق الأهداف نفسها بحيث لو انتقل الطالب من مدرسة إلى أخرى تطبق كتباً أخرى لا يواجه الطالب أي مشكلات. ولا يتم عادة تغيير جذري للمنهج إلا إذا تغير الحزب الحاكم.
التعليم الفني والتدريب المهني:
يبدأ التعليم الفني والتدريب المهني بعد سن 14 سنة - أي بعد إنهاء الطالب المرحلة المتوسطة - وهناك عدة أصناف من هذه المدارس وتنقسم بشكل عام إلى ثلاثة أقسام هي:
1- مدارس مهنية لمدة ثلاث سنوات، حيث تكون السنة الأولى دراسة نظرية وتطبيقية، وتتضمن المواد الدراسية مقررات نظرية وعملية تتعلق بالمهنة التي يرغبها الطالب وتحتوي هذه المقررات على الحساب ولغة ألمانية ولغة إنجليزية، وبعد إنهاء السنة الأولى يلتحق الطالب بسوق العمل مع الاستمرار بالدراسة، وتكون الدراسة إما يوماً في الأسبوع وإما ساعة دراسية كل يوم طوال أيام الأسبوع، وهناك تعاون بين أصحاب العمل ووزارة التعليم الفني بإلزام هؤلاء الطلاب بالدراسة، وبعد مضي سنوات الدراسة يتقدم الطالب إلى نوعين من الاختبارات، الأول يحسن صورته ومكانته بسوق العمل، والثاني يؤهله للالتحاق بالكليات التقنية الجامعية.
2- مدارس مهنية لمدة أربع سنوات، ويجمع الطالب فيها بين الدراسة النظرية والتطبيقية والتدريب في سوق العمل، ومنهج الدراسة يشمل المواد النظرية والتطبيقية التي تخص المهنة التي يرغب الاتجاه إليها، ومواد في الحساب واللغة الألمانية ولغة أجنبية حية رئيسة، ومدة التدريب العملي في هذه المدارس تصل إلى شهر سنوياً، وبعد إنهاء الدراسة يتقدم الطالب لاختبار يؤهله للالتحاق بسوق العمل، وبإمكانه أن يتقدم لاختبار آخر أكثر صعوبة يؤهله لدخول الكليات الجامعية التقنية، وفي هذا النوع من المدارس تكون هناك معامل مصممة وكأنها مقر عمل (فندق، إدارة شركة، مقهى، ....) ويمارس الطالب فيها التدريب وكأنه في حياة عملية حقيقية.
السنة الأولى في هذا النوع من المدارس مشتركة بين جميع الطلاب وفي السنة الثانية يبدأ التخصص، وبإمكان الطالب أن يغير تخصصه أثناء الدراسة إذا رغب في ذلك، ومقررات هذا النوع ليست ثابتة بل تتعرض لحذف مقرر أو إضافة مقرر حسب حاجة سوق العمل ومستجدات العصر، وفي السنة الأخيرة من الدراسة يقدم الطالب مشروعاً لتخرجه بالتعاون مع أحد أصحاب سوق العمل، وفي هذه المدارس تعقد أيام مفتوحة تتم خلالها زيارة طلاب المرحلة المتوسطة مع ذويهم لهذه المدارس للتعرف عليها وكيفية الدراسة فيها والأقسام التي توجد بها حتى يستطيع الطالب أن يتوجه إليها وهو على دراية بذلك.
3- النوع الثالث مدارس مدة الدراسة فيها خمس سنوات وهي بأسلوب المدارس السابقة نفسه إلا أن الطالب يدرس ويتدرب أكثر والشهادة التي يحصل عليها أعلى من الشهادة الثانوية (دبلوم) ويتجه الطلاب في الوقت الحاضر إلى هذه المدارس بشكل أكبر، وتفضلها سوق العمل.
4- النوع الرابع من المدارس المهنية هي الكليات التقنية ويلتحق فيها الطالب بعد اجتياز اختبار الثانوية العامة أو بعد اجتياز اختبار خاص إذا كان من طلاب الثانويات المهنية المختلفة، والطالب المتخرج من الكليات المهنية في النمسا أكثر حظاً في الحصول على الوظيفة من خريجي الكليات النظرية.[12]
المبحث الرابع: التعليم العالي في النمسا:
قبل أن توقع جمهورية النمسا على اتفاق بولونيا كان السائد أن يلتحق الطالب بعد مرحلة الثانوية العامة بالدراسة الجامعية التي تستمر لمدة خمسة سنوات يمنح الطالب شهادة الماجستير في التخصص الذي أكمله، وبعد أن وقعت النمسا على اتفاق بولونيا 1999م الذي وحد نُظُم التعليم العالي في دول الاتحاد الأوروبيين ويهدف هذا الاتفاق إلى تسهيل تنقل الطلاب والباحثين وتنسيق أنظمة التعليم العالي بين الدول الاوروبية ، كما تسعى الاتفاقية لتوحيد البرامج التعليمية والشهادات الممنوحة لتسهيل الانخراط في سوق العمل الاوروبي، والشهادات النمساوية معترف بها من قِبل الدولة ودول الاتحاد الأوربي، ومن أهم بنود هذا الاتفاق تقسيم مرحلة التعليم الجامعي إلى ثلاث مراحل دراسية وهي:
 البكالوريوس ومدته ثلاثة سنوات (6 فصول دراسية) بعد المرحلة الثانوية العامة ، وتقسم كل سنة إلى فصلين دراسيين وكل فصل به (30) وحدة ومجموعها عند الحصول على درجة البكالوريوس يكون الطالب قد أكمل عدد (180) وحدة دراسية.
 الماجستير مدته سنتان (4 فصول دراسية) وعدد وحداته الدراسية (120).
 الدكتوراه  مدتها على الاقل ثلاث سنوات ويتم خلالها دراسة كورسات وتقديم أبحاث مختلفة حسب التخصص والأستاذ المشرف ومتطلباته إضافة إلى كتابة أُطروحة ومناقشتها في ختام دراسة هذه المرحلة.
استقلال الجامعات النمساوية:
الجامعات النمساوية كيانات مستقلة بموجب القانون ، و تدار الجامعات ذاتياً بدون أي تعليمات أو أوامر خارجية ، و تنظم جميع أمورها الخاصة بها بشكل مستقل .
هذا و يدير الجامعات على مستويات مختلفة هيئات جماعية و فردية على حد السواء و تتميز الإدارة للجامعات بالنمسا بالتنظيم و اللامركزية[13] .
الفصل الثالث: الاكاديمية الاسلامية في النمسا.
 نشأة الاكاديمية الاسلامية في النمسا الاكاديمية انشئت في عام 1998 بموجب قرار وزارة التعليم والشؤون الثقافية بالنمسا حيث يتيح قانون التعليم باتباع الاديان المعترف بها رسميا، الحق في انشاء المدارس والمؤسسات التعليمية العقائدية، وتتحمل الحكومة النمساوية رواتب اعضاء هيئة التدريس والعاملين في الاكاديمية. وبالنسبة لمناهج الاكاديمية فهي مقتبسة من مناهج كليات جامعة الازهر وبصفة خاصة كلية الدراسات الاسلامية والعربية، فتقوم بتدريس مواد مثل اللغة العربية والشريعة واصول الدين والدراسات الاسلامية والعربية، بالإضافة الى ان الاكاديمية تدرس مقررات كلية التربية بجامعة فيينا وتوزع هذه المناهج على مراحل الدبلوم والاجازة العالية والدراسات العليا.
المبحث الأول: بداية انشاء قسم خاص للتربية الإسلامية بالنمسا:
وبعد مساع حثيثة استمرت لسنوات، نجح مسلمو النمسا في أن يكون لهم قسم للعلوم التربوية الإسلامية، بجامعة فيينا، بهدف توفير الكوادر المؤهلة لتدريس مادة الدين الإسلامي بالمدارس الثانوية في البلاد. [14]
ورحبت قيادات إسلامية بهذه الخطوة "غير المسبوقة" بأوروبا والتي لم تجد ممانعة من جانب الحكومة النمساوية حيث لا يوجد كليات متخصصة في التربية الإسلامية.
وفي جلسة تعريف بالقسم الجديد الذي وضع مناهجه مسلمون متخصصون، قال عدنان أصلان المشرف عليه: "إن وزارة التعليم النمساوية وافقت على إنشاء قسم للتربية الإسلامية تابع للمعهد التربوي في جامعة فيينا بعد مساع حثيثة بذلت على مدار ثلاث سنوات".
وتوقع أصلان أن يشهد القسم إقبالا كبيرا من الطلبة المسلمين مع افتتاحه بصورة كاملة في سبتمبر 2007، مشيرا إلى أن عدد الطلبة المقيدين حاليا بالقسم منذ افتتاحه جزئيا قبل نحو شهر يبلغ 25 طالبا، وقد يصل عددهم إلى 70 طالبا بحلول الفصل الدراسي المقبل.
وأوضح قائلا: "إن عددا كبيرا من الطلبات انهالت بالفعل على إدارة القسم للانخراط في خطته التدريسية، أغلبهم من الفتيات المسلمات للحصول على درجة تربوية أكاديمية تؤهلهن للعمل في مجال التدريس".
المبحث الثاني: من أهم أهداف الأكاديمية الاسلامية بالنمسا، وفيه مطالب:
وتعمل الاكاديمية على تأهيل معلمين لتدريس مادة الدين الاسلامي التي تدرس كمادة اساسية بمعدل حصتين اسبوعيا للتلاميذ المسلمين في المدارس النمساوية الابتدائية والمتوسطة والصناعية، ويزيد عدد هؤلاء التلاميذ الآن على 40 الفا، وتهدف الاكاديمية ايضا الى اعداد مدرسين مؤهلين لتدريس التربية الاسلامية في الدول الاوروبية الاخرى مثل المانيا وبلجيكا وانشاء فروع للأكاديمية في هذه الدول في المستقبل. وفي هذا الصدد هناك تعاون بيننا مع جامعة بازل بسويسرا لإنشاء كلية للدراسات الاسلامية وكذلك نتعاون مع مؤسسات اسلامية في بلجيكا وهولندا وسويسرا، وذلك لان النمسا تعترف رسميا بالإسلام على عكس لدول اوروبية اخرى، وهي عضو في الاتحاد الاوروبي في هذا الاطار نستطيع حل كل المشكلات التي تحول دون انشاء مؤسسات اكاديمية اسلامية في البلدان الاوروبية.
 المطلب الأول: نشر الوعي الثقافي.
ولفت أصلان إلى أن الاسم الرسمي للقسم الجديد هو وحدة بحث العلوم التربوية الإسلامية، وقال أحد المسؤولين في الأكاديمية: "نهتم من خلالها بتأهيل المدرسين لتدريس مادة التربية الإسلامية مع فتح المجال للبحث العلمي الأكاديمي، وذلك يعد نموذجا لأوروبا والعالم الإسلامي؛ حيث لا يوجد كليات متخصصة في التربية الإسلامية؛ بل كليات دينية فقط".
غير أن المشرف على القسم الجديد لفت إلى أن هناك تعاونا قائما بين القسم وبين الكليات المتشابهة، مثل كليتي الدراسات الكاثوليكية والبروتستانتية التابعتين لجامعة فيينا أيضا.
وعلى المدى البعيد، سيهدف القسم الجديد بحسب أصلان إلى أن يتفهم المجتمع الأوروبي الإسلام ويتفهم المسلمون المجتمع، ويبحث سبل إنجاح الحوارات متعددة الأديان التي تؤهل الطلبة للتعاون والقدرة على الحوار، وسيخصص للطلبة جزء عملي يتمثل في العمل داخل المساجد والتدرب على إدارتها ومعرفة متطلباتها وجعلها أكثر حداثة.
المطلب الثاني: تأهيل المدرسين من أهدافها الأساسية:
 يقول مهند خورشيد، أحد أعضاء هيئة التدريس بالقسم الجديد: إن من شأن هذا القسم أن "يؤهل مدرسي ومدرسات الدين الإسلامي بمراحل التعليم الإلزامي في المدارس النمساوية، للحصول على درجة أكاديمية تمهد الطريق لتخريج طاقم متخصص من المدرسين للمدارس الثانوية؛ لأن أبناءنا هم مستقبل الإسلام في النمسا وأوروبا".
وأَضاف خورشيد لإسلام أون لاين. نت: "إن المسلمين هم الذين وضعوا أسس هذا القسم وخططوا برنامجه التدريسي، وأيضا هم من يديرونه، لذلك يشكل مسئولية ضخمة لن يتم التمكن من الوفاء بها إلا من خلال تكاتف الجميع لإنجاح هذا المشروع الطموح".
وكان المسئولون بالهيئة الدينية الإسلامية (الممثل الرسمي للمسلمين بالنمسا) قد التقوا مع مسئولي التعليم ومجلس رئاسة جامعة فيينا قبل سنوات لبحث سبل تمويل المشروع وعرض البرنامج الدراسي.
 وتعليقا على إنشاء القسم الجديد، قال إنس شقفة، رئيس الهيئة الدينية: "هذا حدث هام لكل أوروبا ويحلم كثير من المسلمين في هذه القارة بتحقيقه على أرض الواقع.. فرغم أن المسلمين في دول أوروبية عديدة لهم وجود كثيف إلا أنهم بعيدون عن هذه الخطوة".
وأضاف في تصريحات خاصة لإسلام أون لاين. نت: "نحن أمام أمر جديد وغير مسبوق بأوروبا يتمثل في السماح للمسلمين بفتح أبواب الجامعات والوقوف كمعلمين ولهم قسم خاص، ونحن نفخر بذلك في الهيئة الدينية".
ولفت شقفة إلى أن افتتاح القسم الجديد هو ثمرة مفاوضات مباشرة أجرتها الهيئة الدينية مع جامعة فيينا، لتوفير عناصر أكاديمية مكملة لبرنامج الأكاديمية الإسلامية بالنمسا منذ عام 1998.
وتعنى الأكاديمية بتأهيل مدرسي الدين الإسلامي لمدارس مراحل التعليم الإلزامي فقط، أما المدارس الثانوية فتشترط اللوائح التعليمية بالنمسا أن يكون المدرس حاصلا على مؤهل جامعي، وهو ما يوفره القسم الجديد.
ويبلغ أعضاء هيئة التدريس بالقسم حتى الآن أربعة أفراد يرأسهم عدنان أصلان ويليه مهند خورشيد وسيدتان من خريجات الأكاديمية الإسلامية التربوية بفيينا.
وشدد شقفة على أن افتتاح أول قسم للعلوم التربوية الإسلامية هو خطوة أولى تتبعها خطوات في سبيل الارتقاء بمستوى التعليم الإسلامي بالنمسا.
أما الخطوة القادمة بعد تأسيس قسم فهي العمل على تأسيس كلية للدراسات الإسلامية، وقد تم بالفعل قطع شوط كبير في هذا الاتجاه.
ومن المقرر أن يتم العمل بالقسم الجديد بكامل طاقته اعتبارا من الفصل الدراسي الشتوي في سبتمبر 2007، على أن يحصل الخريج على درجة الماجستير التربوي في العلوم الإسلامية.
المطلب الثالث: اظهار الرؤية الواضحة في برنامج الدراسي:
ويشتمل برنامج الدراسة بقسم العلوم التربوية الإسلامية التابع لجامعة فيينا على مجموعة متخصصة من المواد البحثية تهدف إلى إلمام الطالب بالعلوم الإسلامية والتربوية، ويشترط للقبول بالقسم أن يكون الطالب على دراية باللغة العربية والقرآن والفقه.
ومن بين المواد المطروحة داخل القسم: مادة "القرآن وأسلوب فكر الرسول"، وهو المسمى الذي اعتبره القائمون على القسم رؤية لنوعية متطورة من التعليم التربوي الإسلامي، حيث لا يرغب في التأطير لدراسة كلاسيكية.
كما يحصل الطالب على ساعات دراسية في علوم العقيدة والإسلام في الحياة اليومية، وعن الإسلام والأخلاق والتصوف، إلى جانب الدراسات الإنسانية وفلسفة الدين ودراسات فلسفية، وعلم الاجتماع الديني وعلم النفس الديني.
وكمرحلة أولى في عمل القسم سيتم استقبال خريجي الأكاديمية الإسلامية، إلى جانب طلبة وخريجي الكليات والمعاهد المعادلة من داخل أوروبا وخارجها، ويستكمل الطالب خلال الدراسة التي تستغرق أربعة فصول دراسية (سنتين) حلقة العلوم الشرعية والتربوية بصورة متطورة تسمح بتأهيل علماء في مجالهم.
المطلب الرابع: البصمة الأزهرية للأكاديمية الاسلامية بالنمسا:
ـ منذ بداية التفكير في انشاء الاكاديمية اتجهنا الى مصر والازهر جامعا وجامعة، حيث ثم وضع خطة الدراسة للأكاديمية بمراحلها المختلفة بالتعاون مع الازهر. ويتولى تدريس المواد الاسلامية والعربية اساتذة متخصصون من جامعة الازهر وترسل مشيخة الازهر بعض مبعوثيها للمساهمة في تعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية للطلاب غير الناطقين بالعربية وترسل ايضا الكتب المقررة في المعاهد الأزهرية، وفي هذا الصدد تم توقيع اتفاقية مع جامعة الازهر لتنظيم وضع البرامج والمناهج التي تدرس في الاكاديمية وامدادها بأعضاء هيئة التدريس وتبادل الزيارات واجراء البحوث العلمية والمشاركة في المؤتمرات والندوات، ومن خلال هذه الاتفاقية سوف يتم انشاء فرع لجامعة الازهر في فيينا بعد الحصول على موافقة الهيئات والمؤسسات الرسمية في كل من مصر والنمسا وتشكيل لجنة للمتابعة من نائب رئيس جامعة الازهر وعميد الاكاديمية الاسلامية ومدير العلاقات العلمية والثقافية بجامعة الازهر.
 المطلب الخامس: الأكاديمية الاسلامية والخطط المستقبلية:
ـ لا بد من وجود آلية لرعاية ومتابعة المؤسسات التعليمية الاسلامية الناشئة خارج العالم للإسلامي وربطها بالمؤسسات التعليمية العريقة في داخل البلاد الاسلامية لتستفيد من تقاليدها واعرافها الاكاديمية وتزويدها بالأساتذة والمناهج وتضمن لها المصداقية امام الرأي العام والاوساط الاكاديمية في البلاد القائمة بها. ايضا يمكن انشاء امانة عامة لهذه المؤسسات التعليمية لإيجاد نوع من الوحدة الفكرية في ظل التعدد المكاني والتنسيق في ما بينها من اجل النهوض بها وتفعيل دورها.
واقترح انشاء وقف اسلامي دولي للإنفاق على المؤسسات التعليمية الاسلامية في الخارج والاغراض العلمية البحثية وتجميع الجهود القائمة وبذلك نستطيع ضمان استمرار هذه المؤسسات التي تقدم خدمات لأبناء المسلمين في الخارج لانهم في حاجة ماسة اليها. ان هذه المؤسسات تستطيع مواجهة الجهل بأحكام الدين الاسلامي وتعاليمه وتحصين الجاليات المسلمة التي تعيش في أوروبا ضد الظواهر الشاذة والافكار المنحرفة وتصحيح المفاهيم عن الاسلام والمسلمين التي حرفها بعض المستشرقين. كما ان هذه المؤسسات يمكنها حشد طاقات المسلمين المقيمين في اوروبا للمساعدة في حل مشكلات العالم الاسلامي ودراسة مشاكل الاقليات الاسلامية في أوروبا والمساهمة في حلها.
 الازدواجية والطموحات الأقلية المسلمة في النمسا:
ـ يسعى فريق العمل جاهدين من اجل ادماج الجالية المسلمة في المجتمع النمساوي حتى تصبح جزءا من النسيج الاجتماعي للنمسا مع الاحتفاظ بالهوية الثقافية الاسلامية، ونحن ندرك ان الرابط الوحيد بين المسلمين في النمسا هو الدين لان الجالية المسلمة تنتمي الى اصول واعراق عديدة من الدول العربية ومن تركيا وايران والهند وباكستان والبوسنة والبانيا وبعض الدول الافريقية، والاندماج في المجتمع النمساوي ضرورة حتى يقوم المسلمون بواجباتهم ويحصلوا على حقوقهم، لكن هناك مشكلات تحول دون هذا الاندماج تتمثل في عدم اتقان اللغة الالمانية، وهذا يحرم المسلم من تولي الوظائف العامة وهذه المشكلة تقتصر على الجيل الاول من الذين هاجروا الى النمسا في سن الشباب اما الذين ولدوا في النمسا فهم يجيدون اللغة الالمانية، وعلى اية حال اصبح هناك تمثيل للمسلمين في المجالس البلدية وهناك مسلمون يعملون في وظائف مهمة مثل الطب والهندسة والتجارة لكن لا يزال المسلمون عازفين عن الانضمام الى الاحزاب السياسية وبالتالي يحرمون انفسهم من الترشيح للبرلمان.
التحديات التي تواجه الأقلية المسلمة في النمسا.
ليست هناك وصفات سحرية لمواجهة كل هذه القضايا الا أن الأقلية المسلمة في النمسا تعد مجتمع متحرك لذلك توجد عندها عوائق ومشكلات بالإضافة إلى بعض الجوانب الجيدة والمضيئة.
في بعض الأسر تتوفر الظروف التي تجعل الأمور تسير بشكل جيد ، فالأب والأم لديهم الخلفية الثقافية والالتزام الديني والأفق الواسع.. الخ. وفي بعض الأسر الأخرى لا يوجد ذلك.. ونحن كهيئة رسمية نقدم التعليم الديني في المدارس بواقع حصتين أسبوعيا فهذا من حقنا قانوناً.. والدولة هي التي تدفع ثمن الكتب وراتب المدرس ونحن نعين المدرس ونضع الكتاب والمنهج.. ولكن مازلنا نحتاج لكثير من المؤسسات ليقوم هذا المجتمع المسلم الذي هو جزء من المجتمع النمساوي العام وتكتمل وظائفه.. وهذا يحتاج لوقت.  وآخر ما قامت به في المجال التعليمي والثقافي هو إنشاء الأكاديمية الإسلامية في فيينا . وقد تأسست الأكاديمية بمقتضى القانون الوزاري الصادر في 23/4/1998 للوزيرة الاتحادية للتعليم والشئون الثقافية النمساوية بإجازة النظام الأساسي للأكاديمية وبرنامجها الدراسي ، كما عين عميد الأكاديمية بموافقة الحكومة النمساوية التي سوف تتحمل طبقا للقانون رواتب هيئة التدريس بالأكاديمية بكاملها طبقا لقانون أجور ورواتب موظفي الدولة. وقد استعننا في وضع المناهج والمادة التعليمية بالأزهر الشريف وجامعة الأزهر الذين أمدونا بالمدرسين ، أما المواد التربوية والعلوم الإنسانية فيتلقاها الطلاب في أكاديمية الدولة للمعلمين.
الاضطرابات الداخلية بين الأقلية المسلمة في النمسا:
هذا موجود وقائم، وتوجد فئات تدعو إلى التقوقع والانعزال وغير ذلك لكن الوضع القانوني المتميز في النمسا أعطى الأقلية المسلمة بعض المناعة والحصانة لأن المجتمع الحر المنفتح في النمسا يسمح لكل إنسان بأن يفعل ما يريد تقريبا ويفكر كما يريد، فيسمح بتشكيل أية جمعية، فكل ثلاثة أشخاص يمكنهم أن يكونوا جمعية بالمسمى الذي يريدون. لكن حتى يدعى هذا الإنسان أنه يمثل ديناً معيناً فيجب أن يحصل على اعتراف الدولة به كهيئة دينية. وهذا له شروط صعبة ومعقدة وازدادت تعقيداً في الفترة الأخيرة لأنهم أرادوا أن يحدوا من ذلك وهذا يحد ويقضي على التشرذم والانقسامات. فنحن نمثل الإسلام وإن لم يرضى عنا بعض المتشددين وليس أمامهم سبيل إلا التعاون معنا إذا أرادوا أن يفعلوا شيئا في الحقل الديني.
الحاجات الملحة للأقلية المسلمة بالنمسا.
هذا صحيح وواقع، وهم يريد من الدول الإسلامية والأحزاب الإسلامية والجمعيات الإسلامية ذات الصبغة السياسية أن تتعاون معنا لأننا نريد أن نتعاون مع الجميع، ولكن عليهم أن يعلموا أن هويتنا الوطنية النمساوية أساسية فنحن إحدى هيئات الحق العام في جمهورية النمسا ولا نريد أن نكون تابعين لأحد ونريد أن نحافظ على استقلالنا مع إقامة علاقات ودية مع جميع الفرقاء المسلمين وجميع الدول الإسلامية، ولا نريد أن ننحاز لأحد ولا أن نكون تبعا لأحد.
ليس لأننا مغرورون ولكن لأننا لا نريد أن ننقل الصراعات والنزاعات التي لا تفيدنا بل لا تعود على مجتمعنا الصغير الفتى الناشئ إلا بالضرر. ونحن نرفض أي عملية من عمليات الهيمنة أو الاستقطاب سواء من الدول أو الأحزاب أو الجمعيات لأن ذلك لن ينفعهم فنحن لسنا ذوي وزن كبير بحيث نضيف إليهم قوة ولكن ذلك يعود علينا بالضرر.











[1] نشر في مجلة المعرفة، عدد (49 بتاريخ (ربيع الأخر 1420هـ -يوليو 1999م: http://www.bab.com)

[2] http://islammemo.cc/Tahkikat/hewarat/2007/01/18/28973.html 29-01-1436ه/
([4]) صلاح الدين محمود علام : مفاهيم وممارسات التعليم الأساسي فى بعض الدول غير العربية، إيبيداس، برنامج التجديد التربوى من أجل التنمية فى البلاد غير العربية، العدد (16)، 1986، ص 10.
([5]) أنطون حبيب رحمة: تجارب عربية في التعليم الأساسي ودليل تخطيطه، (تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1992)، ص  8-12.
([6]) صلاح الدين محمود علام : مرجع سابق ، ص 11.
([7]) شاكر محمد فتحى أحمد : " مفهوم وصيغ التعليم الأساسى ، دراسة تحليلية مقارنة " ، ضمن مشروع حول التعليم الأساسى فى مصر – الواقع والمستقبل، مرجع سابق، ص 60.
([8]) شكرى عباس، محمد جمال نوير : التعليم الأساسى فى جمهورية مصر العربية. دراسة حالة، (القاهرة : مركز التنمية البشرية والمعلومات، 1987)، ص77.
([9])  Phillips, H. M.: Basic Education, A World Challenge, In Great Britain, Pitman Press, London, 1975, p. 125.
([10])  Ibid., p. 126.
([11])  Mbilimyi, Marjaric, : “ Basic Education Tool of Liberation or Exploitation”, Prospects, Vol. VII, No. 4, UNESCO. Paris, 1977, p. 491.
[12] نشر في مجلة (المعرفة) عدد (49) بتاريخ (ربيع الأخر 1420هـ -يوليو 1999م : http://www.bab.com


[13] Higher Education in Austria .
·          
·